نبذة عن المشروع الفائز بجائزة الحسن الثاني للبيئة (صنف العمل الجعوي) (2017
مشروع « المساهمة في التخفيف من انبعاث الغازات الدفيئة عن طريق خفض استهلاك الحطب في الأفرنة التقليدية بمدينة شفشاون بالمملكة المغربية » والذي أنجزته جمعية تلاسمطان للبيئة والتنمية بشراكة مع الجماعة الحضرية لشفشاون وكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة.
تم قبول المشروع في إطار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والذي تشرف عليه كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة من بين مجموعة كبير ة من المشاريع التي تم تقديمها في إطار مؤتمر الأطراف (كوب 22) لتشجيع ودعم الجمعيات وتطوير مبادراتها المبتكرة في مجال التخفيف من حدة التغيرات المناخية والتكيف معها.
المشروع شمل تأهيل وترميم فرنين تقليديين بالمدينة العتيقة بشفشاون (فران سيدي بلحسن وفران ريف الأندلس). الترميم شمل إعادة بناء بيت النار والمدخنة والفرنين بأكملهما تم ترميمهما بطريقة تسمح بالحفاظ على شكلهما المعماري القديم والمميز لمدينة شفشاون وذلك بالتعاون والتشاور مع مديرية الثقافة ومحافظة المدينة العتيقة.
بيت النار داخل الفرنين تمت إعادة بنائه بطريقة علمية تسمح بالحفاظ على الحرارة داخله باستعمال مواد خاصة ودراسة مسبقة، حيث تم استعمال طوب خاص والذي يتحمل درجات الحرارة المرتفعة جداً (حتى 1700 درجة) ، وهي مصنوعة من مواد محددة للغاية: الفيرميكوليت والمعادن الطبيعية ذات خصائص العزل والإسمنت المنصهر والملاط المضاد للحريق. ولديها القدرة على الاحتفاظ بالحرارة واستعادتها ببطء، وهذا ما يسمى ظاهرة الحمل الحراري، كما أن لديها قوة عازلة قوية. كما تم استعمال طبقة من الملح الصخري على طول الفرن وتغيير باب الفرن وتركيب باب معدني مزدوج، مصنوع من معدن مقاوم للحرارة.
قبل وبعد الترميم والتأهيل تم تنظيم دراسة استقصائية واجتماعية حول النجاعة الطاقية للفرنين بحيث تم تسجيل وتتبع طريقة اشتغال الفرنين وكمية الحطب المستهلكة وحرارة الفرن وكمية الخبز وأوزانها بشكل يومي وطيلة شهر كامل.
ما الهدف من الترميم والتأهيل:
للمشروع أهداف بيئية، اجتماعية وثقافية(سياحية واقتصادية)
الأهداف البيئية:
– قبل الترميم والتأهيل كان الفرنان يستهلكان بشكل يومي الحطب (حطب الأشجار والأخشاب المستعملة) وكمثال على ذلك (فرن سيدي بلحسن) حيث أن متوسط استهلاكه للحطب هو كلغ0,73 بالنسبة لكيلوغرام واحد من الخبز. ووفقا لدراسات القياس اليومية فمتوسط استهلاك الحطب في الشهر هو كلغ930 وبالتالي يصبح متوسط استهلاك الحطب في السنة هوكلغ11160 حيث كان يستهلك أكثر من 11 طن من الحطب في السنة مما كان يؤدي إلى انبعاث 17 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون في السنة. وبعد الترميم وإعادة بناء بيت النار تم تسجيل 0,47 كلغ من الحطب المستهلك لكيلوغرام من الخبز في اليوم أي انخفاض بنسبة 35% من استهلاك الحطب وبالتالي انخفاض ب 6 طن في كمية ثاني أوكسيد الكربون في السنة. وهذا يعتبر في حد ذاته إنجازا مهما سيجعل من مدينة شفشاون مدينة بيئية ومساهمة بشكل فعال في الاستراتيجية المغربية للحد من التغيرات المناخية تنفيذا لالتزامات اتفاق باريس حول المناخ، والتي قدمها لأمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في شتنبر 2016، حيث وضع المغرب لنفسه هدفا للحد من انبعاث الغازات الدفيئة بنسبة 42% بحلول عام 2030. ولنا أن نتخيل حجم الغازات الدفيئة التي سيتم التقليص منها من خلال تـأهيل وترميم جل الأفرنة التقليدية والحمامات التقليدية بشفشاون.
– أهداف المشروع تدخل في إطار أهداف التنمية المستدامة الـ 17 لخطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي بدأ سريانها في 2016 واعتمدها قادة العالم في شتنبر/ 2015 في قمة أممية. وستعمل البلدان خلال الخمسة عشر سنة المقبلة على حشد الجهود للقضاء على الفقر بجميع أشكاله ومكافحة عدم المساواة ومعالجة تغير المناخ، مع ضمان اشتغال الجميع بتلك الجهود. ومشروعنا البيئي يساهم بشكل قوي في تحقيق أهدافه التالية:
الهدف 7: طاقة نظيفة وبأسعار معقولة
الهدف 11: مدن ومجتمعات محلية مستدامة
الهدف 12: الاستهلاك والإنتاج
الهدف 13: العمل المناخي
الهدف 17: عقد الشراكات لتحقيق الأهداف
– تنظيم حملات تحسيسية ودورات تكوينية في النجاعة الطاقية لفائدة التلميذات والتلاميذ في المؤسسات التعليمية وكذلك لمجموعة من جمعيات الأحياء فيما يتعلق بالجوانب البيئية (المحافظة على الغابة والثروة الغابوية بمنتزهي تلاسمطان وبوهاشم) بشكل عام والحفاظ على التراث المادي واللامادي.
الأهداف الاجتماعية
هي مرتبطة بشكل قوي بالأهداف البيئية، حيث أن انخفاض استهلاك الحطب بالنسبة للفرنين سياهم لا محالة في تحسين الدخل لمالكي الفرنين من خلال التقليص من كمية الحطب وارتفاع كمية الخبز التي يتم طهيها بكيلوغرام واحد فقط وبالتالي تحسين الأوضاع الاجتماعية لأسرهم، كما أن الخبز الذي يتم طهيه يمتاز بجودة أكثر. بالإضافة إلى استعمال الفرن لطهي مواد غذائية أخرى لكونه يبقى محافظا على الحرارة طيلة اليوم خلافا لما قبل التأهيل.
الأهداف الثقافية ، سياحية واقتصادية
– ترميم وتأهيل الفرنين يدخل في إطار إعادة الاعتبار للموروث المادي واللامادي للمدينة القديمة من خلال المحافظة عليه من الاندثار وضمان استدامته، بالإضافة إلى التعريف به سياحيا من خلال خلق مسار سياحي بالمدينة العتيقة يسمح للزوار بالتعرف على المؤهلات الثقافية وتقاليد الأسر الشفشاونية.
– بعد تأهيل وترميم الفرنين تم تكوين جمعية تضم أرباب الأفرنة التقليدية بالمدينة القديمة بشفشاون من أجل تمكينهم من الدفاع عن مصالحهم والبحث عن شراكات والاستفادة من الدعم العمومي من خلال المبادرات الوطنية ومقترحات المشاريع وهذا بحد ذاته مكسب قوي لأسر مالكي الأفرنة.
– إعلاميا تم التعريف بالمشروع حيث قامت القناة الثانية بإنجاز ربورتاج حوله بالإضافة إلى قناة السادسة (ربورتاج مفصل من خلال برنامج البيئة من حولنا)
في نهاية المشروع تم إصدار كتيب يتضمن جميع مكونات المشروع وجميع الأرقام التقنية والاحصائية التي تم التوصل إليها وتحقيقها، للإشارة فالجمعية سبق لها أن قامت بتأهيل وترميم أفرنة أخرى بالمدينة العتيقة بنفس الطريقة