يرتبط التراث ارتباطا وثيقا بالهوية الوطنية، ولأن شفشاون مدينة غنية بالتراث والعناصر الحضارية، لذلك فإن الحفاظ على التراث الحضاري كان مهمة جليلة تعود بفوائد عديدة من أهمها التماسك بين أفراد المجتمع وتعزيز الارتباط بالمكان. إلى جانب إسهامه في تشكيل الوعي العام، ولهذا كان الحفاظ عليه ونشره ونقله عبر الأجيال والحرص على ضمان استمراريته مسؤولية الجميع بلا استثناء.
ويتنوع التراث الحضاري في شفشاون بما يشمله من عناصر ملموسة وغير ملموسة، والتي تشكل عنصراً هاماً في جذب السياح، ودعم الاقتصاد المحلي.
وفي هذا الصدد، ينفذ حاليا مشروعين هامين ومتميزين على صعيد شفشاون يهمان الحفاظ على الموروث المادي للمدينة والإقليم، وتشرف عليهما جمعية تلاسمطان للبيئة والتنمية في سعيها الدائم للمساهمة في التنمية المحلية كأحد ركائزها الأساس منذ تأسيسها. ويهم المشروع الأول تأهيل وترميم فرنين تقليديين بالمدينة العتيقة (فران بن لحسن وفران ريف الأندلس) حيث بدأت الأشغال بهما وستنتهي قريبا. والمشروع الثاني يهدف إلى رد الاعتبار لأحد الموروثات القديمة بالإقليم ويتعلق الأمر بموقع « القرار » بدوار القلعة حيث يتمثل تدخل الجمعية في إعادة بناء أحد هذه المعالم بالمواصفات القديمة مع تهييئ مدخل الموقع ليكون عبارة عن متحف يبرز أهميته مانته التاريخية.
يذكر أن المشروع الأول هو بشراكة مع الجماعة الحضرية لشفشاون وبتمويل من الوزارة المكلفة بالبيئة في إطار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. والمشروع الثاني يدخل في إطار دعم السياحة المستدامة بالمنتزه الوطني لتلاسمطان وهو من تمويل مكتب البحار والبيئة الدولية والبحث العلمي التابعة للداخلية الأمريكية.